إنتصار العراق إسقاط المشروع الأميركي
د.نسيب حطيط
بعد الصمود السوري على مدى 4 سنوات ضد الهجمات المتتالية العربية والتركية والأميركية بإسم الثورة التي تبين أنها تكفيرية مخابراتية ... عاد الأميركيون للمكر والخديعة فاجتاحوا العراق ثانية بجحافل التكفيريين علهم يعيدوا إمتلاكه بصفة منقذين وغير محتلين وينطلقوا منه للإنقضاض على سوريا مباشرة والتهيؤ للإنقضاض على إيران لإعادة نفوذهم في المنطقة بعد فشل مشروعهم بالتعاون مع الأخوان المسلمين برعاية تركية وتمويل خليجي.
نجح الأميركيون في غزوة الموصل وكادوا أن يسقطوا العراق لولا فتوى المرجع السيد السيستاني التي أستولدت قوى الحشد الشعبي لتغطية الضعف والخيانة والتجارة والتآمر لبعض القوى السياسية والقيادات العسكرية والأمنية في العراق وبعد خديعة قامت بها أميركا لتأمين دعم الطائفة السنية في العراق والتي اكتشفت سريعاً بأنها ضحية الخداع وأنها وقعت في فخ التكفيريين فبدأ قتل أئمة المساجد (السنة) في الموصل وقتل الأكراد (السنة) في العراق وسوريا (عين العرب) وقتل المسيحيين والأزيديين والشيعة وأن على السنة من المذاهب الأربعة والصوفية مبايعة الخليفة (المفترض) والوهمي أبو بكر البغدادي وإنكار عقيدتهم والتخلي عن فقههم والدخول في المجهول.
بموازاة ذلك تلقى التحالف الأميركي السعودي صفعة قوية وخاطفة في اليمن وأصيبت السعودية بدوار سياسي وأمني، فسقطت محميتها اليمنية بأسابيع معدودة وانهزم آل الأحمر والقاعدة تفر من مواقعها والخوفالسعودي من هروب القاعدة إلى الأراضي السعودية في وقت قريب.
الخاصرة الضعيفة لمحور المقاومة الآن هو العراق ،فعلى كل الجبهات يتقدم محور المقاومة في اليمن وسوريا ولبنان، لكن ما يربحه محور المقاومة في هذه الساحات وخاصة في اليمن يخسره في العراق الذي يستهلك ربح وإنتصارات الساحات الأخرى ،بل ويحملها أثمان الهزيمة والتراجع في الميدان العراقي حتى أصبحنا أمام معادلة واضحة ....إذا سقط العراق بأيدي التكفيريين الأميركيين فإن معركتنا مع المشروع الأميركي صعبة وطويلة وكل التضحيات التي دفعت في سوريا خصوصاً طوال أربع سنوات ستكون في مهب الريح وستذهب هدراً وسندفع أثماناً جديدة... أما إذا صمد العراقيون وحافظوا على الستاتيكو العسكري القائم فإن خسارتنا أقل ولكنها متعبة.
أن أقضل الأمور أن يتحد العراقيون سنة وشيعة وأكراداً وطوائف بمواجهة الوحش التكفيري لأنهم مهددون جميعاً وأن يأخذ القادة العراقيون قراراً تاريخياً بالمواجهة وعدم الإتكال على الآخرين سواء التحالف الدولي الخادع والمنافق أو أن يأتي لمساعدتهم الأصدقاء والأشقاء فلا ينقصهم العدد البشري ولا تنقصهم الأموال ولا ينقصهم السلاح... إن ما يحتاجون إليه هو:
- وحدة القيادات أولاً فتكاد لا ترى مواطنين بل زعماء في كل إتجاه ولا يقبل أحدهم التنسيق مع الآخر أو الإعتراف بوجود الآخرين.
- وحدة الأجهزة الأمنية والعسكرية فإنك ترى عشرات الأفواج والأجهزة والأزياء العسكرية كل يعمل بمفرده.
- التخلص من الفاسدين "الثوريين" وخاصة الذين كانوا لاجئين سياسيين أيام صدام حسين، فقد رجعوا للعراق بنظرة فوقية للجمهور الذي عانى تحت القمع والحصار والعزل، فتعاملوا مع أهلهم بشكل فرعوني ونخبوي واحتلوا المناصب والألقاب وسرقوا أموال الدولة ولم يصل للفقراء أو عامة الشعب أي قرش حتى نرى بعض المدن والقرى أسوأ مما كانت على زمن صدام حسين حتى النجف وكربلاء فإنها بدون بنى تحتية أو أرصفة أو تقديمات... الفاسدون الثوريون يعيشون في القصور ويهربون الأموال للخارج حتى يعودوا لاجئين من الدرجة الأولى إذا سقط النظام الذي يسرقونه... والفقراء ينتظرون...حتى وصل البعض للقول لم يتغير القهر بل تغيرت الأسماء!!
- ضعف الإجراءات الأمنية حتى تكاد تكون بدائية كما في موريتانيا والصومال أو الميليشيات البدائية فلا تحصينات أو عوائق في المدن بل مجرد رسوم متحركة من الشرطة والعسكر على الطرقات لا يبدو عليهم صفة الإحتراف أو المهنية.
العراق على منعطف خطير وإذا سقط هزمنا جميعاً وخسرنا ما حصدناه خلال الأعوام الأربعة الماضية حتى تحرير الجنوب عام 2000 وحرب تموز عام 2006.
العراق بحاجة لأن ينتفض الشرفاء فيه لإبعاد القيادات الفاسدة... وأن يتحد العراقيون جميعاً لإنقاذ بلادهم... المؤسف أنهم مهزومون وبعضهم شامتون والآخرون متربصون والبعض إنتهازيون للسرقة والوجاهة الفارغة... حمى الله العراق وشعبه من قياداته العبثية والبعثية أولاً ومن أعدائه التكفيريين.